إن معي ربي سيهدين

 

لما طارد فرعون وجنوده موسى ومن آمن معه من بني إسرائيل كاد أن يدركهم فرعون، فقد وصلوا إلى حافة بحر أمامهم وفرعون يقدم عليهم من خلفهم فصاحوا

 {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:62]، فكيف يقول موسى -عليه السلام- هذه الكلمة: {كلا} بملء فِيهِ، والأمر بقانون الماديات أنه عُرْضة لأنْ يُدْرَك قبل أن يكملها؟

والإجابة في بقية الآية: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:62]، فلم يقُلْ موسى: {كلا} اعتماداً على قوته واحتياطه للأمر، إنما قالها اعتماداً على ربه الذي يكلؤه بعينه، ويحرسه بعنايته.

فالواقع أنني لا أعرف ماذا أفعل؟ ولا كيف أتصرف؟ لكن الشيء الذي أثق منه: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:62]، لذلك يأتي الفرج والخلاص من هذا المأزق مباشرة: {فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى}[الشعراء:63].

[المصدر: تفسير الشعراوي – محمد متولي الشعراوي / ص2960]

أضف تعليق